وهم المرحلة البرنسية


مع التقدم في العمر والنضج هتوصل لمرحلة يحتفي بها رواد السوشال ميديا ويطلقون عليها «المرحلة البرنسية» اللي لا بتبقى فيها على حد ولا حد بيبقى فيها فارق معاك. بتشتري دماغك، وترفع شعار خراب يا دنيا عمار يا دماغي. بتلاقي نفسك بتفقد تدريجيًا حماس دون كيشوت البطولي ورغبتك في تعديل المايل وإثبات خطأ وجهة نظر الطرف الآخر، والاستعداد للتضحية بكل ما هو غالي وثمين من أجل الحرية والحق والخير والجمال. حقيقي بتوفر على نفسك تعب كبير وجهد كان بيروح هدر، وبتحس بنوع من السلام النفسي أو النيرفانا وتحس إنك مستنير وارتقيت بحكمتك دي عن سفاسف الأمور وأشباه البشر المحيطين، لكن مفيش حاجة ببلاش كل شيء له ثمن، والثمن اللي بتدفعه هو فقدان الشغف. فكرة الإحساس براحة الدماغ دي عاملة زي النشوة اللي بيحس بيها متعاطي المخدرات وعشان كده بنطلق عليها المرحلة البرنسية عشان الواحد بيحس إنه برنس في نفسه كده والباقي رعاع وأسد يلا في إيه والجو ده، لكن بعد كده بتروح السكرة وتيجي الفكرة، ونكتشف إن الواحد مبقاش ليه نفس لحاجة، مبقتش حاجة تفرحه قوي، ولا تزعله قوي، ممكن يكون بيعمل حاجات وعنده حاجات المفروض تخليه مبسوط، لكنه مش حاسس بيها، في عز ما هو المفروض مبسوط أو ناجح أو حواليه ناس حاسس إنه لوحده وإنه ضهره للحيط. فقدان الشغف هو الوجه الحقيقي للمرحلة البرنسية اللي بنضحك على نفسنا بيها، لإن كل كلمة كتمتها جواك كانت رصاصة في قلبك، موتت إحساسك، خلتك زومبي فاكر نفسه أمير. باختصار، لبستك السلطانية.

تعليقات

المشاركات الشائعة