قطع الأرحام


كتب أحدهم متسائلًا عبر السوشال ميديا عن سبب قطع الأرحام وكانت الإجابات تدور في فلك التكنولوجيا التي جعلت الناس يستسهلون السؤال عبر الفيسبوك والواتس آب أو جعلتهم ينغلقون على أنفسهم. وذهب البعض في قول إن النساء يحكمن رجالًا لم يعودوا رجالًا، وإن الغيبة والنميمة والحسد والغل والغيرة هي المشاعر المسيطرة، وإن موت الكبار جعل الرحم ينقطع وأصبح الأولاد مكتفون ذاتيًا بأولادهم، وإن الأنانية سيدة الموقف، ولخص البعض الآخر الوضع في انعدام الدين، الذي في غيابه أصبحت هذه الآفات الخلقية هي المتحكمة وجعلت الحكم للهوى وليس لله. بحكم دراستي في كلية الألسن وكان أول التيمات التي درسناها في الأدب وتكررت في كل الروايات والمسرحيات هي تيمة التفكك الأسري «Family Disintegration» وتيمة المظاهر والحقيقة «Appearance vs. Reality». ولاحظت أن أهل الغرب لا يجدون حرجًا في الاعتراف بمشاكلهم ومواجهتها، وعشان كده هما عمليين وممكن تلاقي كتب التنمية البشرية ومدرب الحياة واستشاري العلاقات ليها سوق عندهم وبتجيب نتيجة لأنها بتقوم بدور العائلة الغائبة، لإن فعلًا كل المشاكل سببها التفكك الأسري وإن المظاهر غير الحقيقة. أما إحنا فمشكلتنا إننا مش بنعترف بمشكلتنا وبنرمي بلانا على غيرنا، فمثلًا نلعن محكمة الأسرة وقوانين الأسرة اللي خلت خراب البيوت سهل بدل ما نواجه نفسنا بإننا اللي خربناها. نقول على مدربي التنمية البشرية ومستشاري العلاقات نصابين مع إننا إحنا اللي ما بقيناش نقوم بدورنا في الاحتواء وزعلانين دلوقتي من إن غيرنا بيقوم بيه بدالنا وبنلعنه. في الحقيقة، إننا نسير بخطى حثيثة نحو قيم المجتمع الغربي المادية بوجهها القبيح الذي كنا نتباهى بعدم وجوده في ثقافتنا المتدينة بطبعها.  

تعليقات

المشاركات الشائعة